بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في تلك المدينة ... مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم .. يقيم أحباب وأصدقاء وجيران .. وتقيم معهم أشواق وحنين وذكريات .. إنها ليست أسماء بنات .. بل قطع من قلبي مقيمة هناكـ
تقيم أيضا البيوت والفنادق الوصيفات حول ملكة الأماكن تلك البقعة المباركة (مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) .. إنها مهوى قلوب الكثير إن لم تكن ملكة قلوبهم
في كل مرة أنزل من شارع المطار أتفقد المحال والبنايات على جانب الطريق كأم تتفقد ابنها ومظاهر النمو البادية عليه
حتى الأرصفة والطرقات .. حتى المزارع والنخيل وبرادات المياه
حتى الجدران الصامتة والواقفة بسكون سنوات وسنوات
حتى الخربشة على تلك الجدران حفظتها وحفظت تواريخها المكتوبة عليها
وعند منعطف محدد يهتف صغاري بحماس .. ماما وصلنا وصلنا ... ويظهر بيت تاريخي في الحي الجديد فهو الأقدم تقريبا ... غائر بين البنايات المتعالية بجانبه .. يعرفونه صغاري جيدا
وكل يوم أتسلل مع أحد أبنائي لأتجول في الحي وكأني مسّاح أراضي ... أستأذن من أهلي بحجة المشي ... والحقيقة أني أخرج للتأمل ولإشباع صدري من رائحة المدينة
ويأتي الجدار ... جدار طويل .. في كل مرة أمشي بجواره يلفت انتباهي خربشات وكلام وغراميات .. أقرأها وأبتسم ... أي نوع من التفريغ هذا؟
وفي كل مرة يُعاد دهن الجدار بلون فاتح ... وتتجدد الخربشات المراهقة ... لتدهنها فرشة المحافظة على المظاهر الحضارية
حتى أني صرت أتابع قراءة ذلك الجدار في كل مرة أقدم فيها إلى أهلي ...
لكن في العام الماضي فوجئت بالجدار أسودَ كالح ... كأنه ستارة الكعبة .. اقتربت لألمسه .. هل هو قماش .. أم دهان أسود .. وتعجبت .. من هذا اللي يستعمل دهانا أسود اللون وعلى جدار طويل ...؟؟
لكن المفاجأة كانت هذهـ السنة بعد قدومي وكعادتي ألبس عبائتي بسرعة وأسحب يد ابني الكبير لأقول بصوت عالٍ لأهل البيت (طالعة أحضر أغراض من البقالة)
- ماما ماما شوفي الجدار كيف ... واااو حلو
كنا مصدومين وقفنا لنتأمل يد الفنان التي أبدعت على جدار على شارع فرعي في حي عادي ... رسم وخط عربي رائع وجمال متناهي
تنهدت وقلت أخيرا .. وجد هذا الجدار حلته .. بعد الآن لن يُعاد دهنه
الأشياء الجميلة ناطقة تقول تأملني واستمتع ... الأشياء الجميلة حتى لو كانت جدارا صامتا .. تقف أنتَ في حرمها باحترام .. حتى يدكَ الفضولية .. تخجل وتنطوي في جيبكَ باسترخاء
لم أنتبه من شرودي إلا بيد صغيرة تسحبني ... ماما تأخرنا ... هيا نمشي
في الغرفة العلوية أقف لأتأمل جمال صنع الخالق جمال جبل أحد الشامخ خلف أسطح المنازل .. وأتذكر ( أحد جبلٌ من جبال الجنة)
ثم تحين مني التفاتة لذلك الجدار فابتسم بامتنان لجميل صنع الإنسان المبدع (إن الله جميل يحب الجمال)
وتدمع عيني من ذكراها .. آه ٍمن قلبٍ يهواها
هي من بين العالم أمي .. وأظلتني بجناحيها
أم عبد الملك \ الرياض
26\6\1435هـ
أستودعكم
مناير العز @mnayr_alaaz
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وكأني هناك في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم
كلماتك سافرت بي بعيداً بجناحين من الشوق..
ما أجمل وصفك ياأم عبدالملك لمدينة تهواها الأرواح
وإن لم يُكتب لها رؤيتها...
لك من الشكر أجزله ومن الود أجمله
كلماتك سافرت بي بعيداً بجناحين من الشوق..
ما أجمل وصفك ياأم عبدالملك لمدينة تهواها الأرواح
وإن لم يُكتب لها رؤيتها...
لك من الشكر أجزله ومن الود أجمله
الغالية مناير :
مرحبا بترنيمة حرفكِ الغائب الحاضر
حكاية الجدار.. زمن أبلج من ليالي الشوق المعفرة برائحة الطين
وتفاصيل مجيدة لذكريات عصفت بها أطياف الحنين..!
ما أطهرها من بقاع.. مدينة الهادي الأمين -عليه أفضل الصلاة والسلام-
أستمتعنا ومازال الظمأ لباسق الحرف التليد
فجودي -يافاضلة- دوماً بالمزيد..!
حفظكِ الله!!
مرحبا بترنيمة حرفكِ الغائب الحاضر
حكاية الجدار.. زمن أبلج من ليالي الشوق المعفرة برائحة الطين
وتفاصيل مجيدة لذكريات عصفت بها أطياف الحنين..!
ما أطهرها من بقاع.. مدينة الهادي الأمين -عليه أفضل الصلاة والسلام-
أستمتعنا ومازال الظمأ لباسق الحرف التليد
فجودي -يافاضلة- دوماً بالمزيد..!
حفظكِ الله!!
راااااااااااااااااااااااااااااااائعه حقيقه استمتعت في القراااءه كثيراا اكملي مسيرررتك الي الامام ليتها كااانت ااطول بكثير حتى تصبح روووايه بدل من اقصوصه----موفقه اتمنى لك مستقبل زاهر ----ليتها في وورق كتاب مغلف واصلي جدا رائعه .
اختى الغالية مناير
تغيبين تغيبين ثم تعودين ومعك ذكريات قديمة
واﻻن جئت بكلمات ما اروعها حقا
لقد وصفت الكثير من شعورى وانا بمدينة الحبيب المصطفى
اتعلمين عندما ادخل حدودها اشعر بالهواء ينقي صدرى وينتشي له قلبي
وبطمانينة تسري فى روحى
وانا اعشق السير مثلك فى ارضها الطاهرة
وعندما اعود اشعر اننى اغتسلت وعدت نقية
ولكن
دائما ما اشعر بوخز ووجع فى قلبي لفراقها واتساءل هل ساعود
واردد
( ان الذى فرض عليك القران لرادك الى ميعاد)
ولعل الموعد قريب
وكلماتك جعلتنى حقا هناك اسير معك بروحى واستشعر كلماتك
حتى الجدار شعرت بجماله معك
ﻻ تغيبين عنا يا مناير فحرفك يحمل ذكرى ليال خلت هنا بالواحة
ابدعت غاليتى ولك منى كل الود والحب
تغيبين تغيبين ثم تعودين ومعك ذكريات قديمة
واﻻن جئت بكلمات ما اروعها حقا
لقد وصفت الكثير من شعورى وانا بمدينة الحبيب المصطفى
اتعلمين عندما ادخل حدودها اشعر بالهواء ينقي صدرى وينتشي له قلبي
وبطمانينة تسري فى روحى
وانا اعشق السير مثلك فى ارضها الطاهرة
وعندما اعود اشعر اننى اغتسلت وعدت نقية
ولكن
دائما ما اشعر بوخز ووجع فى قلبي لفراقها واتساءل هل ساعود
واردد
( ان الذى فرض عليك القران لرادك الى ميعاد)
ولعل الموعد قريب
وكلماتك جعلتنى حقا هناك اسير معك بروحى واستشعر كلماتك
حتى الجدار شعرت بجماله معك
ﻻ تغيبين عنا يا مناير فحرفك يحمل ذكرى ليال خلت هنا بالواحة
ابدعت غاليتى ولك منى كل الود والحب
الصفحة الأخيرة
كنت معك في طريق ذكرياتك
في مدينة النور ..!
سردٌ يلج القلوب فتستريح له
وذكريات تخطو مع الشوق والحنين
في كل ماتلمحه
كأني بك تروين الفؤاد
والقلب الصادي إلى وطن الميلاد والنشأة
وتعبئين في قربتك ماتستطيعين جمعه
ليكون لك ورداً ترتشفين منه ملامح
المكان ، وعبق الزمان، حين النأي ..
فيعلل القلب .. حتى لقاءٍ آخر ..!
ليتزود مرة أخرى ..!!
بارك الله السكب يامناير
وأعزك الله ..!