لقد اوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بان نتخلق بالاخلاق الكريمة مع الاهل والاصحاب والناس اجمعين
ولقد كانت اخلاقه صلى الله عليه وسلم في معاملاته كلها وحتى مع اعدائه من اكرم الاخلاق وافضلها حتى شهد له بذلك العدو قبل الصديق
وقد قال عز وجل في محكم تنزيله وهو يخاطبه " وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ..."ال عمران
ومن الاخلاق الفاضلة التي اوصانا بها نبينا صلى الله عليه وسلم خلق الرفق
لقد كان رسول الله صلى الله عليهوسلم يعايش الرفق ويتمثل به في سائر أحواله وشؤون حياته، كما قالت عائشة رضي الله عنها: "
ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه"متفق عليه
(إنَّ الله يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه )).
روي من حديث عائشة رضي الله عنها:
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رهْطٌ من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السّام عليكم. فقالت عائشة: بل عليكم السّام واللّعنة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا عائشة، إن الله يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه )). قالت: ألم تسمع ما قالوا؟.
قال: (( قد قلتُ: وعليكم)) أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ له.
وفي رواية: (( مهلاً يا عائشة، عليكِ بالرِّفق، وإيّاكِ والعنفَ والفحش ))البخاري
وفي رواية أخرى: (( يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )) البخاري
فرغم ان هؤلاء اليهود ادوه صلى الله عليه وسلم الا انه امر عائشة ووجهها بخطاب نبوي رحيم ان ترفق بهم
وينهاها عن العنف والقول الفاحش البديئ
وهكذا كان خلقه صلى الله عليه وسلم مع الاعداء قبل الاصحاب
يقول انس بن مالك رضي الله عنه : "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء: لمَ فعلت كذا، وهلاَّ فعلت كذا" رواه مسلم
فاي رحمة تلك حتى انه لم يقل لخادمه اف قط وهذا توجيه نبوي كريم لمن يملكون خدما ان يرفقوا بهم ولا يعنفوهم
وخلق الرفق من الاخلاق التي يجب على الاسرة المسلمة ان تتصف به
الزوج مع زوجته واولاده واهله واهل زوجته
والزوجة مع زوجها واولادها واهلها واهل زوجها
وهكذا كل في مجاله العامل في عمله ، والجار مع جاره ، والصاحب مع صاحبه ......
وحتى مع الحيونات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا
فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحسن إلى الحيوانات ويرحمها
فقد روى أحمد وأبو داود -وصحح الحديث الشيخ أحمد شاكر- عن عبد الله بن جعفر –رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- دخل حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- حن وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فمسح ذِفراه فسكت فقال: ((من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟)) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: ((أفلا تتقى الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه)).
ومعنى ذفراه: مؤخرة رأسه، ومعنى تدئبه: تتعبه.
وغيرها من القصص الكثير في سنته صلى الله عليه وسلم في رفقه ورحمته بالحيوانات
وفي حديث اخر مع عائشة :
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يا عائشة، إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي على العُنْفِ، وما لا يُعْطِي على ما سِواه )) رواه مسلم
وعنها ايضا رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إنَّ الرِّفْقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ من شيءٍ إلا شانَهُ )) رواه مسلم
وعنها اشضا رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( إنه من أُعطي حظَّه من الرِّفق فقد أُعطي حظَّه من خير الدنيا الآخرة، وصلةُ الرَّحِم وحسنُ الخُلُقِ وحُسْنُ الجِوار، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار )) رواه أحمد
وحتى اوصى صلى الله عليه وسلم بالرفق بالرعية
عن عائشة قالت: سمِعْتُ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا:
(( اللهم مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شيئاً فشَقّ عليهم، فاشْقُقْ عليه، ومَنْ وَلِيَ مِنْ أمرِ أُمَّتي شيئاً فرَفَقَ بهم، فارْفُقْ به)) أخرجه أحمد ومسلم وابن حبان
قال النووي: (( هذا من أبلغ الزواجر عن المشقة على الناس، وأعظم الحث على الرِّفق بهم، وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى ))
قال النووي في شرح حديث الرفق: (وفيه حث على الرفق والصبر والحلم وملاطفة الناس ما لم تدع حاجة إلى المخاشنة)
وطبعا هناك المزيد من الاحاديث في سنته صلى الله عليه وسلم عن الرفق ، وايضا هناك الكثير من القصص التي تزخر بها
السنة النبوية الشريفة في رفقه في كل اموره و مع الناس جميعا
وانا هنا اكتفيت بهذه النمادج وارجو ان ينفع الله بها
يقول البستي في نونيته :
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ * * * فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته * * * أتطلب الربح فيمـا فيـه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها * * * فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
* * ** * * * * ** * *
ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ * * * يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ
ولا يَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خـرَقٌ * * * فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ
ما اعظمه وما ارحمه من رسول بابي هو وامي ونفسي
اسال الله عز وجل ان يزيدنا اقتذاء بسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم و اخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
اللهم صل وسلم على نبينا محمد عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون ♡