
وفي ليلة وضحاها
انتفضتُ
على صوت أقصى ينادي الحبيبْ
**
تجرعتُ ذلّ مرارة صمتي
ورددت رغماً :
كئيبا .. كئيبْ
**
كأشباح عمرى
كأشلاء يومى
كنزف الغريبْ
**
يعمّ سواد شتائي
يغلِّف كون عيونى
بواقع عجز صداه رهيبْ
**
ويعصر جمر خطا حرمٍ
مُثْقَلٍ بأمانى الطريق الطويل
بهذي الخطوبْ
**
برعشة قلب عليلٍ
تمرَّس طعم النحيبْ
**
بكف هزيل
مددتُ يديَّ
على مِفْرقى
أناشد فجراًبعيداً
بعيدْ
**
لمحتُ دماءاً تسيلْ
وصوتا هزيلْ
يصبُّ علىَّ انتفاضةَ ثأرٍ شهيدْ
**
ويكشف عن وجههِ المريمىّ
يميز مسرىً كسير الأنين
يقطر نزف ألوف المآذن
فوق نداء السنين الحزين
**
صرختُ..!
ركضتُ..!
انطويتُ..!
وعدتُ..!
يمزق أذْنى أنينُ القلوبْ
**
أرجّعُ صوتًا مهيضاً
أجرجرُ طيفا ... علاه المشيبْ
**
وفوق الكثيب
وفقت نخيلا بأطلال أمسى
شربتُ دمائى
طويتُ الضلوعْ
ورددتُ خلف مصيرى
ضميرى
وطفتُ على كل بابِ رجوعْ
غدا سيعود
ليوقظَ فينا هجوع عُزيرْ
هبوط المسيح
بشارة أحمد ان انتصاراً قريبْ
وعُهْدةَ فاروق شعبٍ جريحْ
**
سيدخل من باب حِطَّةَ
فوق البراق
يفتش بين البيوت
ليخرج سيفاً
يمزق قيد حمائم قبلتنا
أو يموت
يؤَمّن خطوة عذرائِها
ويورق عهد سلام أبي
بأرض روتها دماء الشهيدْ
غدا سيعود
أكاد أراه بأحْبار رملةَ
فيكم يعودْ...
يخطّ ملامح فجر جديدْ
على كفِّ صخرةِ طفلٍ وليدْ
على نعش ماضٍ أبِىٍّ
سيبعث بين الهلال الخصيبْ
**
فهيا
بدعوة صدقٍ
بوحدة كفٍّ
على صهوة الفجر
نصحو
وندرك فينا قدوما مهيبْ
نحطم أسطورة المستحيل
نزلزل فينا متاهات يأس
ونخنق صوتا كئيباً
كئيبْ....
وحرف يخرج بغصة من القلب وبدمعة من العين
لك الله قدسنا العربية